أصبح تصحيح الإبصار بالليزر حلمًا...
ما هو قصر النظر؟ دليل شامل لفهم المشكلة وأساليب تصحيحها
احجز موعد
احدث المقالات
جفاف العين هو حالة تنتج عن نقص كمية...
قد تذهب إلى الطبيب بشكوى زيادة دموع...
تتمثل وظيفة السائل الدمعي في ترطيب سطح...
تُعدّ عملية المياه البيضاء من أكثر...

يبدأ كثير من الأشخاص يومهم برؤية ضبابية وعالم لا تتضح معالمه إلا بعد ارتداء النظارات أو وضع العدسات اللاصقة، والحقيقة أنه لا علاقة لذلك بقلة النوم أو الإجهاد بل هو واقع يومي يعيشه الملايين ممن يعانون قصر النظر.
فمن دون وسيلة مساعدة، تكون رؤية التفاصيل البعيدة تحديًا صعبًا، بدءًا من قراءة لافتة في الشارع أو التعرف على الوجوه من مسافة بعيدة أو حتى متابعة الدروس والمحاضرات.
إنها معاناة تضع قيودًا على ممارسة الحياة اليومية لا يشعر بها إلا من يعيشها، ترى ما هو قصر النظر وكيفية تشخيصه وعلاجه؟ هذا يوضّحه لنا الدكتور طراد القاضي -استشاري القرنية والماء الأبيض وتصحيح النظر- في المقال التالي.
ما هو قصر النظر؟
يُعد قصر النظر (Myopia) من أكثر عيوب الإبصار الإنكسارية شيوعًا، إذ تشير الدراسات إلى أن أكثر من 30% من سكان العالم مصابون به، وتُقدّر بعض التوقعات أن تصل النسبة إلى نحو 50% بحلول عام 2050.
غالبًا ما يظهر قصر النظر في مرحلة الطفولة ويزداد تدريجيًا مع التقدم في العمر، خاصة في ظل الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية والقراءة عن قرب لفترات طويلة.
ما أسباب قصر النظر؟
يحدث قصر النظر عندما تكون كرة العين أطول من الطبيعي أو القرنية منحنية أكثر من اللازم، ما يؤدي إلى حدوث خلل في انكسار الضوء المار بالعين، إذ تتركز الصورة أمام الشبكية بدلًا من أن تقع عليها مباشرة، مسببًا ذلك تشويش الرؤية عند النظر إلى الأجسام البعيد بينما تظل الرؤية القريبة جيدة.
وتوجد عدة عوامل تزيد خطر الإصابة بقصر النظر، منها ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بقصر النظر.
- التعرض المفرط لشاشات الهواتف المحمولة والكمبيوتر أو القراءة لفترات طويلة.
- قلة التعرض للضوء الطبيعي، إذ تشير الدراسات إلى أن الضوء الطبيعي يعزز نمو العين بطريقة صحية خصوصًا في مراحل الطفولة.
ما أعراض قصر النظر عند الكبار والأطفال؟
بعدما أجبنا تفصيلًا عن سؤال ما هو قصر النظر وأسبابه، دعونا نشير إلى أن أعراض قصر النظر قد تختلف في تأثيرها بين الكبار والأطفال، فقد لا يدرك الطفل أنه يعاني مشكلة في الرؤية ولكن تظهر عليه علامات تشير إلى ذلك منها:
- الجلوس بالقرب من شاشة التلفزيون والكمبيوتر.
- تقريب الكتب أو الهاتف المحمول إلى العين.
- فرك العينين كثيرًا.
- الشكوى من الصداع أو إجهاد العين.
- صعوبة في رؤية السبورة أو متابعة الشرح.
- ضعف المستوى الدراسي.
بينما تتمثل أعراض قصر النظر عند الكبار في:
- تشويش الرؤية عند النظر للأشياء البعيدة مثل اللافتات أو وجوه الأشخاص.
- تضييق العين بصورة متكررة لتحسين الرؤية.
- الصداع الناتج عن إجهاد العين.
- صعوبة قيادة السيارة خاصة في الليل.
- الشعور بعدم الراحة أو الإرهاق في أثناء مشاهدة التلفاز أو العمل على الكمبيوتر لفترات طويلة.
يُنصح في كل الحالات بالخضوع لفحص النظر الدوري خاصة للأطفال في سن المدرسة، إذ يساعد التشخيص المبكر على منع تدهور الحالة وتحسين جودة الرؤية، من خلال الحصول على العلاج المناسب تبعًا لنوع ودرجة قصر النظر.
ما أنواع قصر النظر؟
ينقسم قصر النظر تبعًا لشدة الحالة إلى نوعين، هما:
- قصر النظر البسيط: وهو أكثر شيوعًا في سن الطفولة والمراهقة، ويتوقف تدهور الرؤية عن البلوغ عادة، إذ تكون درجات قصر النظر البسيط أقل من -6.00 ديوبتر.
- قصر النظر الشديد أو التقدمي: وتتجاوز فيه درجات قصر النظر الشديد -6.00 ديوبتر، ويحدث بسبب نمو مقلة العين بصورة أكبر من الطبيعي، مؤديًا إلى ضعف شديد في الرؤية وزيادة احتمالية الإصابة بمضاعفات في الشبكية والعصب البصري.
كيفية تشخيص قصر النظر
يقاس قصر النظر من خلال عدة فحوصات تشمل التالي:
- قياس حدة النظر باستخدام مخطط سنيلين: وهي لوحة تحتوي على حروف أو رموز بأحجام مختلفة توضع على مسافة معينة، ويُطلب من المريض قراءة ما عليها لتحديد مدى وضوح الرؤية البعيدة بالنسبة له.
- قياس درجات قصر النظر: وتجرى من خلال:
- الفحص بالكمبيوتر، إذ ينظر الشخص من خلال عدسة جهاز ما على صورة داخلية، ويقدر الجهاز درجة قصر النظر.
- الفحص اليدوي من خلال تجربة ارتداء عدسات مختلفة، وصولًا إلى العدسة التي تمنح الشخص أوضح رؤية ممكنة.
- فحص قاع العين -إذا لزم الأمر-: ويستخدم فيه الطبيب قطرات لتوسيع حدقة العين في بعض الحالات، لفحص الشبكية والعصب البصري بدقة، واستبعاد وجود مشكلات
- أخرى قد تؤثر في الرؤية.
كيفية التخلص من مشكلة قصر النظر؟
تستخدم عدة وسائل في علاج قصر النظر، وتهدف جميعها إلى تحسين الرؤية وتقليل الأعراض، ويُحدد المناسب منها بناءً على درجات القصر وعمر الشخص ونمط حياته، وتشمل:
- النظارات الطبية: وهي وسيلة فعالة في الدرجات البسيطة أو عند الأطفال، ويمكن ارتداؤها طوال الوقت أو في أوقات القيادة أو عند مشاهدة التلفاز أو المذاكرة.
- العدسات اللاصقة: وتناسب الأشخاص النشطين أو من لا يحبذون ارتداء النظارات، لكنها تتطلب عناية يومية لتجنب إصابة العين بالالتهابات.
- جراحات تصحيح النظر بالليزر: تعد أحدث علاج لقصر النظر، وتناسب من تجاوز سنهم 18 عامًا وقد استقر مستوى النظر لديهم لمدة سنة على الأقل، وتتضمن عدة أنواع من أشهرها عملية الليزك للعيون وعملية الليزر السطحي التي تعد أفضل عمليات تصحيح النظر .
- زراعة العدسات في العين: وتستخدم في الحالات المتقدمة من قصر النظر بعد سن الأربعين أو علاج قصر النظر الشديد لمن لا يمكنهم الخضوع لعمليات تصحيح النظر بالليزر.
طرق الوقاية من الإصابة بقصر النظر
ترجع بعض حالات قصر النظر لأسباب وراثية ولا يمكن التحكم فيها، لكن في نفس الوقت توجد عدة سلوكيات صحية تساعد على تقليل خطر الإصابة لا سيما لدى الأطفال والمراهقين، وتتضمن:
- تقليل أوقات التعرض لشاشات الهواتف المحمولة والتابلت لأن ذلك يجهد عضلات العين ويزيد احتمالية تطور قصر النظر.
- تشجيع الأطفال على قضاء وقت أطول في الهواء الطلق خلال النهار.
- استخدام إضاءات جيدة في أثناء القراءة والمذاكرة، وأخذ فترات راحة منتظمة كل 20 دقيقة، تبعًا لقاعدة (20-20-20) كل 20 دقيقة أنظر لمسافة 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
- فحص العين بصورة دورية للأطفال في سن مبكرة، لاكتشاف أي تغيرات في النظر وعلاجها مبكرًا قبل أن تتفاقم.
خلاصة القول في ما هو قصر النظر؟
قصر النظر من المشكلات البصرية الشائعة، التي تؤثر في حياة الشخص وقدرته على القيام بمهامه بصورة طبيعية، في حال لم تشخص وتعالج بالطريقة المناسبة، ورغم أن النظارات والعدسات اللاصقة من الحلول الفعالة في تحسين الرؤية، توجد وسائل علاجية متطورة نتائجها دائمة، ومن أشهرها عمليات تصحيح النظر بالليزر.
بهذا القدر تكون قد انتهت إجابتنا عن سؤال ما هو قصر النظر وأسبابه وعلاجه، ولكن يمكنكم معرفة مزيد من المعلومات عن طول النظر والفرق بينه وبين قصر النظر من خلال مطالعة الرابط التالي: الفرق بين طول النظر وقصر النظر، وإذا كان لديكم استفسارات أخرى يمكنكم التواصل معنا عبر إحدى الوسائل الموضحة في الموقع الإلكتروني.