جفاف العين

قد تُصاب العيون بمشكلات تعوق الفرد عن ممارسة أنشطته المفضلة والقيام بمهامه اليومية المعتادة، بما في ذلك القراءة وقيادة السيارات واستخدام الشاشات الإلكترونية، ويعد جفاف العين من أكثر تلك المشكلات شيوعًا.

فيُعاني نحو 300 مليون شخص حول العالم جفاف العين، ترى ما هو جفاف العين وأعراضه؟ وما الأسباب المؤدية لهذا المرض؟ وكيف يُمكن علاجه؟ نُجيبكم عن هذه التساؤلات باستفاضة خلال فقرات مقالنا اليوم.

ما هو جفاف العين؟

جفاف العين هو انخفاض كمية الدموع الموجودة داخل العين والضرورية لترطيب سطحها، وذلك نتيجة حدوث خلل يمنع الغدد الدمعية من القيام بوظائفها أو تبخر الدموع من العين بسرعة بسبب مشكلة ما في تكوينها.

ولمزيد من الإيضاح دعونا نشرح لكم آلية عمل الدموع ووظيفتها داخل العين، إذ تفرز الغدد الدمعية الموجودة فوق مقلة العين الدموع، وتُكوّن الدموع الغشاء الدمعي الذي يُغطي القرنية ويعمل بدوره على ترطيب العين والحفاظ على راحتها ووضوح الرؤية، وينقسم ذلك الغشاء إلى 3 طبقات، وهم:

• الطبقة الداخلية المخاطية المسؤولة عن مكافحة العدوى.
• الطبقة الوسطى المائية التي تكونها الغدد الدمعية الموجودة في الجفون.
• الطبقة الخارجية الزيتية وتَفرزها الغدد الميبومية (Meibomian glands)، وتتمثل أهميتها في منع تبخر الدموع.

ولعل حدوث خلل في تكوين إحدى هذه الطبقات يتسبب في تبخر الدموع سريعًا وظهور أعراض جفاف في العين.

ما أعراض جفاف العينين؟

تُعد أشهر أعراض جفاف العين الشعور بوجود رمل أو حصى داخل العين -هكذا يصفه المرضى- في البداية، ثم تظهر الأعراض التالية مع مرور الوقت:

• الشعور بالألم.
• الحكة.
• الحساسية تجاه الضوء.
• ضبابية الرؤية.
• الاحمرار.
• مُعاناة ألم في أثناء ارتداء العدسات اللاصقة.
• مواجهة صعوبة في القيادة ليلًا.
• زيادة إفراز الدموع إثر غياب الطبقة الزيتية المسؤولة عن احتفاظ العين بالماء، ما يُحفز الغدد الدمعية على إفراز الدموع بكثرة لتعويض ذلك.

وتزداد حدة هذه الأعراض في بعض الحالات، منها ركوب الطائرات والتواجد في غرفة مكيفة وركوب الدراجات وكذلك بعد الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية.

ولا شك أن جفاف العين الحاد تكون أعراضه أكثر وضوحًا وشدة مقارنة بـجفاف العين المزمن الذي اعتاد المريض على معاناته كل فترة وخاصة في مواسم معينة من السنة.

ما سبب جفاف العين؟

يُعد حدوث خلل في وظيفة إحدى الطبقات الثلاث المكونة للغشاء الدمعي سبب جفاف العين الرئيسي، وعادةً ما يحدث نتيجة الآتي:

• الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، التي تُسبب التهابًا في الغدد الدمعية وتحد من قدرتها على إفراز الدموع بمعدل طبيعي، وتشمل هذه الأمراض التصلب المتعدد وداء السكري من النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويدي.
• التقدم في العمر، خاصةً بعد تجاوز سن 50 عامًا.
• استخدام بعض الأدوية التي تشمل آثارها الجانبية جفاف العين، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية علاج الاحتقان وارتفاع ضغط الدم وحبوب منع الحمل.

إضافة إلى ذلك، قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بجفاف العين، منها:

• ارتداء العدسات اللاصقة.
• التعرض للرياح والأتربة.
• التدخين.
• نقص فيتامين (أ).
• استخدام شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة بدون راحة.
• الإصابة بالتهاب الجفون.
• التغيرات الهرمونية في أثناء الحمل وبعد انقطاع الدورة الشهرية.
• الخضوع لجراحة سابقة في العين، مثل جراحة الليزك والماء الأبيض وجراحات القرنية، فإذا خضع المريض لعملية الليزك في عينه اليسرى، قد يتعرض إلى جفاف العين اليسرى.

كيفية تشخيص جفاف العين

تُسهم الفحوصات الطبية في تحديد سبب الجفاف الرئيسي ومدى شدته ووسيلة علاجه المناسبة ومدة علاج جفاف العين اللازمة، وهي تشمل ما يلي:

• أخذ التاريخ المرضى من خلال سؤال المريض عن الأعراض والأدوية التي يتناولها.
• قياس كمية الدموع التي تنتجها العين.
• اختبار سرعة تبخر الدموع.

ما وسائل علاج جفاف العين؟

عن الإجابة عن سؤال ما هو علاج جفاف العين الشديد نجد أن وسائل العلاج تتعدد تبعًا لحالة العينين وسبب الإصابة بالجفاف، وتشمل الآتي:

• تغيير نمط الحياة

تجنب العادات المُسببة لجفاف العين يُخفف أعراضه بنسبة كبيرة، خاصةً في حالات الجفاف الخفيفة، لذا يُنصح باتباع الآتي:

• تجنب قضاء أوقات طويلة في الأماكن المليئة بالأتربة ودخان السجائر والرياح.
• وضع كمادات مياه دافئة على العين مدة 10 دقائق، لتعزيز نشاط الغدد الميبومية التي تُفرز الطبقة الزيتية.
• شرب كميات وفيرة من المياه بمعدل من 8-10 أكواب على مدار اليوم.
• أخذ فترة من الراحة في أثناء استخدام شاشة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة كل 20 دقيقة على الأقل.

• القطرات

تُخفف القطرات أعراض جفاف العين مؤقتًا، لكنها لا تُعالِج السبب الأساسي لحدوثه، وقد لا تُجدِ نفعًا مع بعض المرضى أحيانًا.

• سدادات العين

سدادات العين للجفاف أجهزة صغيرة مصنوعة من السيليكون، تستخدم في سد الغدد الدمعية، حتى تحافظ على بقاء الدموع في العين ومن ثمَّ الحفاظ على ترطيبها، وتُعدّ خيارًا فعالًا عندما يكون سبب المرض هو قلة إفراز الدموع.

يلجأ الطبيب إلى سدادات العين كعلاج للجفاف، إذا لم تساعد القطرات وتغيير نمط الحياة على تخفيف الأعراض.

• الضوء النبضي المكثف (IPL: Intense Pulse Light)

يستخدم علاج ipl للعين إذا كان سبب الجفاف وجود انسدادات في الغدد الميبومية، إذ يعمل ipl على إزالة تلك الانسدادات وتعزيز قدرتها على إفراز الزيوت التي تساعد على ترطيب العين لفترات طويلة.

وفي أثناء جلسة العلاج، يُسلط الطبيب الضوء المكثف الصادر من جهاز ipl على منطقة الجلد المحيطة بالعينين، حتى يتدفق الزيت عبر الغدد بسهولة، وعادةً ما تستغرق هذه الجلسة وقتًا قصيرًا لا يتجاوز 10 دقائق، يستطيع المريض بعدها مزاولة مهامه اليومية بصورة طبيعية.

كم تبلغ نسبة نجاح علاج ipl للعين الجافة؟

ترتفع نسبة نجاح علاج ipl للعين مقارنةً بالوسائل الأخرى، إذ تبلغ نحو 80% أو أكثر، وقد لاحظ معظم المرضى الذين خضعوا لهذه التقنية تحسنًا كبيرًا في حالتهم بعد انتهاء جلسات العلاج.

أسئلة تشغل بال المرضى حول جفاف العين

خصصنا السطور التالية من مقالنا للإجابة عن التساؤلات الشائعة التي تشغل بال المرضى حول جفاف العين أعراضه وعلاجه ومخاطره.

هل يُشكل الجفاف خطورة على صحة العين؟

يتساءل البعض: هل جفاف العين خطورة؟ هل يسبب جفاف العين العمى؟، والحقيقة قد يُسبب الجفاف عديد من المضاعفات المهددة لصحة العين إذا تُرك بلا علاج لفترات طويلة وتفاقمت أعراضه، وتشمل هذه المضاعفات الإصابة بالعدوى وتآكل سطح القرنية الذي قد ينتهي بفقدان البصر لا قدر الله.

هل يُسبب علاج جفاف العين بالسدادات مخاطر صحية؟

تندر المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام سدادات العين للجفاف، فهي وسيلة علاجية آمنة وفعالة للغاية، لكن -كأي إجراء طبي- قد تُسبب بعض المضاعفات منها العدوى والالتهاب، إلا أنها تُعالَج بسهولة إذا أُكتشفت مُبكرًا.

يُمكن الحد من حدوث تلك المشكلات من خلال اختيار طبيب عيون متمرس في تشخيص جفاف العين أسبابه وعلاجه، والالتزام بتعليماته بعد الإجراء، والذهاب إلى زيارات المتابعة المُحددة، للتأكد من مدى كفاءة السدادات في تخفيف أعراض الجفاف أو إزالتها واستبدالها بأخرى -إذا لزم الأمر-.

وفي الختام، ننصحك عزيزي القارئ بألا تستهين بجفاف العين، فتلك الحالة رُغم بساطتها قد تُسلِبَك رؤيتك الواضحة تدريجيًا، إذا لم تُعالَج سريعًا وبطريقة صحيحة على يد طبيب ماهر، مثل الدكتور طراد القاضي المتخصص الأول في علاج جفاف العين بالمملكة العربية السعودية.

يمتلك الدكتور طراد خبرة طويلة في علاج أمراض العيون بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية، فهو أستاذ مساعد واستشاري القرنية والماء الأبيض وتصحيح النظر بالليزر والليزك، ورئيس قسم العيون في مستشفى الحبيب فرع التخصصي، وقد أجرى الدكتور طراد عديد من العمليات الجراحية بنسب نجاح مرتفعة للغاية، ما أكسبه سمعة طيبة بين المرضى.

احجز موعدك الآن مع الدكتور طراد القاضي عبر الاتصال على الأرقام الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.