لم يعد ارتداء النظارات الطبية أو...
العدسات متعددة البؤر| أحدث وسائل تصحيح النظر
احجز موعد
احدث المقالات
بعد الانتهاء من جراحة المياه البيضاء،...
إذا انتهيت لتوك من الخضوع لعملية تصحيح...
نعلم جميعًا إلى أي مدى تقدم الطب...
هل رشحك الطبيب للخضوع لعملية تصحيح...

في عالم تتسارع فيه التقنيات البصرية، تظهر العدسات متعددة البؤر كحلّ مغرٍ لمن يبحث عن حريّة من النظارات، واستقلالية عن عدسات القراءة.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أنّ هذا النوع من العدسات لا يناسب جميع الحالات، وأنّ التجربة معها تختلف من شخص لآخر، لذا فقد يراها البعض ثورة في تصحيح النظر، والبعض الآخر يراها تحديًا بصريًا يحتاج إلى تكيّف وصبر.
في هذه المقالة نشرح كل ما تحتاج إلى معرفته عن العدسات متعددة البؤر؛ من أنواعها إلى تكلفتها، مع تقديم رؤية دقيقة تساعدك على اتخاذ القرار المناسب سواء باستخدامها أو التخلي عن الفكرة.
العدسات متعددة البؤر| ما هي وما أهميتها؟
العدسات متعددة البؤر هي عدسات تُزرع داخل العين، تتيح الرؤية لمسافات متعددة (سواءً كانت قريبة، أو متوسطة، أو بعيدة) دون الحاجة لاستخدام نظارات، وذلك على عكس العدسات التقليدية التي توفر رؤية للمسافات القريبة أو البعيدة فقط.
تُزرع هذه العدسات غالبًا بعد إزالة العدسة الطبيعية بسبب إصابتها بالعتامة (المياه البيضاء)، أو لأغراض تصحيحية في بعض الحالات التي تعاني ضعف النظر بدرجات متعددة، وتُصمَّم بتقنية تُمكِّن العين من تركيز الضوء القادم من مختلف المسافات في وقت واحد، ما يمنح المريض القدرة على االرؤية بوضوح دون الاعتماد على وسائل مساعدة خارجية، مثل النظارات الطبية.
أنواع العدسات متعددة البؤر
تنقسم العدسات متعددة البؤر إلى عدة أنواع وفقًا لعدد البؤر التي تعتمد عليها على النحو الآتي:
- عدسات ثنائية البؤرة: توفّر رؤيتين فقط، عادة للرؤية القريبة والبعيدة، بينما لا تتيح رؤية مثالية للمسافات المتوسطة بين العين والأشياء، مثل المسافة بين العين الحاسوب عند العمل.
- عدسات ثلاثية البؤر: تُعدّ من أكثر الأنواع تطورًا، وتمنح رؤية واضحة للمسافات القريبة، والمتوسطة، والبعيدة، وهي مثالية للأشخاص الذين يستخدمون أعينهم بكثرة للقراءة والعمل على الشاشة والنظر لمسافات طويلة.
- عدسات بؤرية ممتدة (EDOF): لا تعمل من خلال تقسيم الضوء إلى بؤر مختلفة، بل تُطيل نطاق التركيز، ما يزيد من الراحة البصرية، لكن قد لا تمنح وضوحًا عاليًا للرؤية القريبة جدًا.
مميزات العدسات متعددة البؤر
عند الحديث عن نوع جديد من العدسات، يتمثل السؤال الأهم في فائدة هذا النوع ومميزاته عن الأنواع الأخرى الموجودة بالفعل، وتكمن مميزات العدسات متعددة البؤر في:
- الاستغناء عن النظارات: من أبرز مزاياها، إذ يمكن للشخص القراءة، والقيادة، والعمل على الحاسوب دون الحاجة إلى نظارات.
- تحسين جودة الحياة: تمنح حرية في الحركة والتركيز على المهام اليومية دون الحاجة دون الاستعانة بوسائل المساعدة البصرية.
- نتائج طويلة الأمد: بعد الزراعة، لا تحتاج العدسة إلى تغيير مدى الحياة، على عكس النظارات أو العدسات اللاصقة.
- مناسبة لكبار السن: تُعدّ خيارًا ممتازًا لمن تجاوزوا الخمسين ويعانون مشكلات الرؤية المتعددة.
عيوب العدسات متعددة البؤر
مثل أي تقنية حديثة كانت أو قديمة، دائمًا ما يكون هناك بعض العيوب التي يجب الوعي بها، حتى وإن كنا نتحدث عن واحدة من أفضل عمليات تصحيح النظر.
وفيما يخص العدسة متعددة البؤر، تشمل عيوبها:
- الهالات الضوئية والوهج الليلي: قد تظهر لدى بعض الأشخاص، خصوصًا عند القيادة ليلاً.
- نقص التباين: في بعض الحالات، تنخفض جودة الرؤية في الأماكن ذات الإضاءة المنخفضة.
- التكيف البصري: يحتاج الدماغ إلى فترة ليتعلّم كيف يفسّر الصور القادمة من عدسة ذات بؤر متعددة، ما قد يسبب تشويشًا مؤقتًا في الرؤية.
- غير مناسبة للجميع: الأشخاص الذين يعانون بعض أمراض الشبكية أو الجلوكوما قد لا يكونوا مرشحين لهذه التقنية.
المرشحون لاستخدام العدسات متعددة البؤر
المرشح المثالي لزراعة العدسة متعددة البؤر هو شخص:
- يعاني إعتام عدسة العين أو ضعف نظر في أكثر من مسافة.
- لا يعاني أمراض مزمنة في الشبكية أو العصب البصري.
- لا يمانع احتمال حدوث بعض التأثيرات البصرية المؤقتة.
- يبحث عن حل دائم يُغنيه عن استخدام النظارات.
- لا يشتكي من جفاف العين الشديد.
أسعار العدسات متعددة البؤر وجراحة زراعتها
لا يمكن تحديد تكلفة ثابتة لزراعة العدسة متعددة البؤر، إذ تتأثر تكلفة عملية زراعة العدسة بعدة عوامل، مثل:
- نوع العدسة المختارة.
- خبرة الطبيب الجراح.
- التقنية المستخدمة في العملية.
- الدولة أو المركز الطبي الذي تُجرى فيه العملية.
وغالبًا لا تُغطّى هذه العملية من قبل التأمين الطبي، لأنها تُصنّف كإجراء اختياري وليس ضروريًا من الناحية الطبية، خاصة إذا كانت لا تتعلق بإزالة المياه البيضاء.
ما المدة التي تحتاجها العين للتكيف مع العدسات متعددة البؤر؟
يحتاج المريض عادة إلى فترة تتراوح ما بين بضعة أيام إلى ثلاثة أشهر للتكيف الكامل مع العدسات. خلال هذه المرحلة، قد يلاحظ:
- ضبابية بسيطة في الرؤية.
- صعوبة القراءة في الإضاءة الخافتة.
- ظهور هالات ضوئية حول الأضواء ليلًا.
باختصار، يحاول الدماغ خلال هذه الفترة أن يعيد تفسير الإشارات البصرية، ويبدأ تدريجيًا في التكيف مع طبيعة العدسة، وجدير بالإشارة إلى أن التمارين البصرية وتجنّب الإرهاق البصري يلعبا دورًا كبيرًا في تسريع هذه المرحلة.
هل العدسات متعددة البؤر آمنة؟
نعم، تُعد آمنة عند زراعتها بواسطة طبيب متمرّس، وتُستخدم منذ سنوات في حالات عديدة بنجاح كبير.
هل يمكن إزالة العدسة بعد زراعتها؟
في حالات نادرة يمكن إزالة العدسة واستبدالها، لكن ذلك يرتبط بحالة المريض ومدى استجابته للعدسة المزروعة.
هل تسبب العدسات متعددة البؤر الصداع أو الدوخة؟
قد يشعر بعض المرضى بعدم ارتياح مؤقّت، لكن لا توجد علاقة مباشرة بين العدسات والصداع المزمن.
الخلاصة..
العدسات متعددة البؤر ليست مجرد تطوّر تقني في عالم طب العيون، بل هي تمثّل نقلة نوعية في طريقة رؤية العالم، لكنها لا تُناسب كل شخص، ولا تُعد حلًا سحريًا يرضي الجميع، ولذا فاتخاذ قرار بزراعتها يتطلب فهمًا دقيقًا لاحتياجات العين، واستشارة صادقة من طبيب متخصص.
ولا ننسى أن النجاح في هذا الخيار لا يأتي من التقنية وحدها، بل من التوقعات الواقعية، والتفكير الواعي، والاستعداد للتكيف مع تجربة بصرية مختلفة.





