أعراض طول النظر وكيفية تشخيصه وعلاجه

أحيانًا لا ينتبه الإنسان إلى أن عينيه تُرسل إشارات استغاثة على هيئة نوبات صداع، ويظنه أمر عابر مرتبط بالإرهاق البصري، لكنه في الحقيقة قد يكون أحد أعراض طول النظر التي تتسلّل بصمت إلى الحياة اليومية.

أعراض طول النظر في المرحلة المبكرة

في المراحل الأولى، تبدو أعراض طول النظر خفيفة وغير مزعجة، إذ تشمل:

• صعوبة التركيز على النصوص القريبة، ما يضطر المريض إلى إبعاد الكتاب أو الهاتف عن وجهه قليلًا ليقرأ بوضوح.
• شعور بالإجهاد في العين بعد فترات قصيرة من القراءة.
• صداع متكرر في مقدمة الرأس.
• تشوش مؤقت في الرؤية عند الانتقال من النظر للأشياء البعيدة إلى القريبة.

هذه العلامات الأولى تشير إلى خلل في قدرة العين على كسر الضوء بصورة دقيقة على الشبكية، كما يتشابه بعضها مع أعراض قصر النظر، وعليه وجب توضيح ما الفرق بين طول النظر وقصر النظر من حيث الأعراض في مقال منفصل.

أعراض طول النظر المتأخرة

عندما يُهمل المريض العلاج، تظهر أعراض طول النظر بصورة أوضح وأشد لتشمل:

• الإرهاق مع الرؤية القريبة.
• زيادة تكرار نوبات الصداع، خصوصًا بعد العمل المكتبي أو المذاكرة الطويلة.
• شعور المصاب بحرقة في العين أو دموع زائدة نتيجة الإجهاد المستمر.

قد يظهر أيضًا انحراف في العين (حول) كأحد أعراض طول النظر عند الأطفال تحديدًا، وفي بعض الحالات، يفقد المصاب القدرة على التمييز بين التفاصيل الدقيقة حتى في المسافات المتوسطة.

طرق تشخيص طول النظر

عند ملاحظة أعراض طول النظر، ينبغي على المريض زيارة طبيب العيون والخضوع للوسائل والفحوصات التشخيص المتخصصة، ويعتمد تشخيص طول النظر على:

• إجراء فحص بصري شامل باستخدام جهاز “الريفرومتر” لقياس انكسار الضوء داخل العين.
• اختبار حدة البصر لتحديد مدى وضوح الرؤية في المسافات المختلفة.

أحيانًا يستخدم الطبيب قطرات خاصة لتوسيع الحدقة، ما يسمح بفحص العدسة والشبكية بدقة، ويساعد هذا الفحص في التفرقة بين أسباب طول النظر الوراثية والعوامل المكتسبة مثل إجهاد العين أو أمراض القرنية.

الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بطول النظر

يُعد الأطفال أكثر الفئات عرضة للإصابة، خصوصًا إذا كان أحد الوالدين يعاني طول النظر، كذلك تزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين يعملون في بيئات تتطلب تركيزًا بصريًا قريبًا لفترات طويلة، مثل المصممين والمبرمجين.

كما يُلاحظ ارتفاع معدلات الإصابة بين كبار السن نتيجة فقدان مرونة العدسة الطبيعية مع مرور الوقت.

علاج طول النظر

يعتمد علاج طول النظر على درجة الانكسار الموجودة في العين، وتُعد العدسات الطبية والنظارات هي الحل الأبسط لتصحيح الرؤية، بينما تُمثّل العدسات اللاصقة خيارًا مناسبًا لمن يرغب بمظهر طبيعي.

أما في الحالات المتقدمة، فتُقدَّم الخيارات الجراحية مثل عملية الليزر السطحي أو عملية الليزك للعيون لتعديل شكل القرنية وتمكين الضوء من التركيز الصحيح على الشبكية. ومع التطور التقني في جراحات العيون، أصبحت هذه العمليات أكثر أمانًا ودقة من أي وقت مضى.

هل يمكن أن يختفي طول النظر مع الوقت؟

لا، فغالبًا ما يستمر طول النظر في التفاقم، إلا أن النظارات أو الجراحة التصحيحية تُعيد الرؤية الطبيعية.

هل طول النظر يسبب دوارًا؟

نعم، في بعض الحالات يؤدي الإجهاد البصري الناتج عن التركيز المستمر إلى دوار خفيف أو صداع مزمن.

في النهاية..

التعرف إلى أعراض طول النظر في وقت مبكر يمنح فرصة ثمينة لتصحيح الرؤية قبل أن تتحوّل المشكلة إلى عبء يومي.

ومع التقدّم الطبي في مجال جراحات الليزر وتصحيح الإبصار، لم يعد طول النظر عائقًا أمام الرؤية الواضحة، ولكن المهم هو الوعي والانتباه لتلك الإشارات البصرية الصغيرة التي تُخبرنا أن العين بحاجة إلى راحة أو علاج قبل فوات الأوان.